[size=16]الإلتزام قيد أم حرية
كثيرا ما نسمع الخطب والمواعظ عن الإلتزام والإستقامة وكثيرا ما نسمع هذا حلال وهذا حرام وهذا افعله وهذا لا تفعله حتى يتردد سؤال لدى الشاب لماذا كل هذه القيود ولماذا نبتعد عن شهواتنا؟ وما هو محبب إلينا ؟! لن أناقش في هذا المقال ثمرات الإلتزام ولكن ..تخيل نفسك وأنت تمشي في البرية ورأيت أمامك لوحة مكتوب عليها "قف .. أمامك حقل ألغام " هل تشعر أن هذا الأمر قيد لحريتك ؟؟! ألا تشعر بالامتنان والفضل لمن وضع هذه اللوحة وتشكره من أعماق قلبك ؟؟.
وهكذا هو الإلتزام ..إنما هو حفاظ على سلامتك ، إنما هو ضمان لسعادتك في الدنيا والآخرة .. ولا يزال العلم الحديث يكتشف في العديد من البحوث أن السلامة في إلتزام شرع الله .. فهاهي بنوك العالم رضخت إلى عدم التعامل بالربا واعتماد الاقتصاد الإسلامي بعد الأزمة العالمية ..وهاهي مطاعم العالم تجتنب لحوم الخنزير لما فيها من أضرار صحية.. وما زال حتى الآن وباء الإيدز لا يعرف له علاج وإنما هو نتيجة الزنا الذي حرمه الإسلام ..وهذا مايعطي الإسلام تميزا وجمالا لأنه من عند الله خالقنا الذي يعلم ما ينفعنا وما يضرنا سبحانه وتعالى.
إن الحرية هي أن تكون تبع عقلك لا أن تكون تبع نفسك أو أن تكون عبدا لشهوتك وأن تتعلم كيف تقول لا لنفسك فعندما تدعوك نفسك لمحرم تعلم أن الله الذي يريد لك الخير حرمه فتقول لا وتشعر بذلك أنك في كامل الحرية تختار ما تفعل وتفعل ما تختار لا ما تمليه عليك نفسك وشهوتك.
هذا من ناحية الحرية التي يعطيها الإلتزام في الأفعال أما من ناحية الأقوال فهل يا ترى فرض علينا الإلتزام بأقوالنا في الجانب المحمود لكي تقيد حرياتنا في الكلام أم لتقيد حريتنا في التعبير أم يا ترى نلتزم بأقوالنا حفاظا على سمعتنا وعلى ذكرنا بين الناس ؟.. نعم فأنت عندما تلتزم في أقوالك سوف تبعد عن نفسك الذم فيك في غيابك وسوف تبعد الكلام المفضي إلا الإفساد بينك وبين الآخرين..كيف ذلك؟؟ الإسلام حينما حرم الغيبة عليك فقد حرم على مليار مسلم أن يغتابوك وحينما حرم عليك الكذب حرم على مليار مسلم أن يكذبوا عليك فكل أمر مطالب به تجاه الآخرين فجميع المسلمين مأمورين بالإلتزام بنفس المعاملة تجاهك.
لنعد إلى مثالي الأول فعندما أمرك واضع اللوحة بعدم الإقتراب لأنها منطقة خطر فذلك لعلمه بالخطر وعلمه بأنك لن تستطيع أن تقاوم الخطر ولعلمه بجهلك بهذا الخطر وللطفه ورحمته بك فلو أراد بك شرا لما وضع هذه اللوحة، فعندما تنقاد لما هو مكتوب في اللوحة فذلك تصديق لعلم صاحبها وتسليم له وإن شعرت بالامتنان والحب لصاحبها فليقينك أنه يحبك وإن لم تنقاد للأمر فهذا تكذيب وإنكار وجحود.
فلنطبق ما استنتجناه من المثال على ديننا وإلتزامنا فعندما ترى حكما محرما فاعلم أن في فعله خطر عليك و عاقبته وخيمة حتى ولو لم تعلم ما هو ضرره أو ما هي خطورته فكن على يقين بعلم الله وبرحمته بك وبحبه لك ولا تكن ذلك الشخض الذي ينكر ويكذب ويجحد.
أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت إليكم وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/size]</FONT></FONT></FONT>