ضعيف
مقبول
جيد
جيد جداً
ممتاز
Mar 8 2010
أشار الأسواني إلى أنه لا يكتب مقالاً سياسياً بمعنى تحليل الموقف السياسي
استضافت مؤخراً مكتبة "ألّف" بمصر الجديدة الكاتب والروائي الكبير الدكتور "علاء الأسواني"، في لقاء مفتوح مع قرائه، وبالفعل اكتظت ردهات المكتبة الكبيرة بقرّاء الأسواني.
افتتح الأسواني الحديث بالتعبير عن سعادته بالمكتبة الجديدة، مشيراً إلى أن أي مكتبة جديدة تعتبر نافذة جديدة، ليس على الثقافة فحسب، ولكن نافذة للمستقبل الذي تستحقه مصر والذي تأخّر طويلاً.
وأشار الأسواني إلى أنه منذ 15 عاماً كان افتتاح مكتبة نوعاً من التصرّف الجنوني، وكانت المكتبات تباع وتتحوّل إلى محال تجارية، وكان هناك حالة انصراف كامل عن القراءة، لدرجة أن المكتبات العريقة التي ظهرت منذ أجيال أرهقت، أما ما يحدث الآن في مصر من افتتاح المكتبات وإقبال الناس على القراءة فهو جزء من الاستيقاظ والصحوة تمر بها مصر، فلا يستطيع أحد إنكار أن مصر اليوم في حالة مختلفة عن مصر من عشرين عاماً، هناك حالة من الاستيقاظ العام، الشعب المصري والمجتمع المصري الآن بدأ يتعافى من المرض ويسترد صحته من جديد.
وأشار الأسواني إلى وجود علاقة وثيقة في تزامن عودة الناس إلى القراءة بظهور جيل جديد من المدونين مرتبط بوعي سياسي، إضافة إلى صحوة سينمائية بعد حالة من الانحطاط، حيث يرى د.الأسواني كل هذه الظواهر متصلة وكلها مرتبطة.. حالة من الزخم في المجتمع المصري كلها تسعى إلى التغيير.
وحول مقالاته الصحفية، أشار الأسواني إلى أنه لا يكتب مقالاً سياسياً بمعنى تحليل الموقف السياسي ونتائج هذا الموقف، ولكن كتابة المقال هو عبارة عن رؤيته للمجتمع وكل ما يتعلق به من ظواهر.
وفرّق الأسواني بين العمل السياسي والعمل العام، مشيراً إلى المجتمعات الديمقراطية تعي هذا الفارق؛ حيث إن العاملين بالسياسة سعياً لمنصب ما أو لتحقيق فكرة ما هذا هو العمل السياسي، بينما كتابة مقال أو النزول لمظاهرة تعبر عن حق معين هو عمل عام.
وأكد الأسواني أن هناك علاقة وثيقة بين العمل العام وبين لقمة العيش، على عكس الفكر الذي يحاول البعض -دون أن يسميهم- الترويج له بأن العمل السياسي والعام ليس له علاقة بلقمة العيش.
وأشار الأسواني إلى أن كتابة المقال وانتماءه إلى حركة وطنية من أجل التغيير لا يعتبر عملاً سياسياً، ولكنه واجب وطني عام حيال وطنه مرتبط بمصلحة الوطن وأولاده، وأنه في حال تحقيق الديمقراطية ألا يتحدّث مرة أخرى في السياسة؛ لأنه في هذه الحالة سوف يشعر أنه أدى واجبه كرجل مصري.
وعن تأثره كأديب في كتابة المقال أشار الأسواني إلى أنه يكتب المقالات بالإحساس قبل العقل؛ لأنه أديب في المقام الأول، وكان يرى في تفاصيل الحياة اليومية الكثير من الأعمال الأدبية التي يجب أن تكتب.
وحول عملية تجميع مقالات الكتاب، أوضح الأسواني أن هناك مقالات أثناء تجميع الكتاب قرر استبعاد إعادة نشرها وتجميعها، حيث توجد مقالات تعتبر تعليقات مباشرة على أحداث سياسية انتهت، وأشار الأسواني إلى أن الكتابين سوف يجمعان في كتاب واحد مترجم إلى أكثر من لغة أجنبية.
وفي سياق متصل قال الأسواني إن الإنسان يجب أن يكون له موقف طالما كان إنساناً، وليس الأديب فحسب، وإذا الإنسان يجب أن يكون له موقف فما بالك بالكاتب؟!! الكاتب معنى قبل أن يكون حرفة ورسالة قبل أن تكون مهنة.
وأضاف الأسواني:
"الكاتب له رؤية للعالم ويريد تغييره، والكتابة -في كافة أشكالها- هي الدفاع عن القيم الإنسانية، فلا يمكن الدفاع عن الحرية في المطلق بينما الحرية مستلبة من البلد التي ينتمي لها الكاتب ولا يتحدث".
واستطرد الأسواني بالقول إن الأديب الكولومبي الكبير جابرييل جارسيا ماركيز له موقف سياسي واضح جداً، هذا الرجل له موقف حيال الانتفاضة الفلسطينة والمذابح الإسرائيلية أوضح من العديد من الكتاب العرب، أن تخلي الكاتب عن الموقف العام في كتابته على أرض الواقع هو انتهازية، هو محاولة لمسك العصا من المنتصف عبر كتابة جمل تقرأ من اليمين ومن اليسار، أو كما يقوم البعض بخوض معارك جزئية يسهل النضال فيها، مثل قصيدة تمت مصادرتها فيتم الدفاع عنها في معركة سهلة لذيذة لا تكلف هذا الكاتب شيئاً أكثر من بيان يصدره، واستعجب الأسواني من هذه الفئة التي تدافع عن حق القصيدة ولا تدافع عن حق الشعب، إذ لا بد للكاتب أن يكون موقفه متماسكاً، فلا يدافع عن الشيء السهل ويترك الشيء الصعب.
وتحدّث الأسواني بصراحة حول بعض المشاهد التي يرفضها جزء من القراء في رواياته، مشيراً إلى أن لها غرضا دراميا وليست من أجل الإثارة، موضحاً أنه في عام 2010 سوف يكون من الغباء أن يقوم شخص يسعى إلى الإثارة أن يقرأ عملاً يقترب من الستمائة صفحة بحثاً عن الإثارة، ويقرأ موقف لم يحدث من الأصل، بينما هناك طرق أخرى اليوم للوصول إلى الإثارة، لذا فإن هذه الأجزاء في الرواية موظّفة لغرض درامي في الرواية، وليس الغرض منها الإثارة.
وأشار الأسواني إلى أنه ضد كافة أنواع الرقابة، باستثناء رقابة السن، مشيراً إلى ما بعد سن الثامنة عشر من حقه الاطّلاع على الفن والعلوم.
مقبول
جيد
جيد جداً
ممتاز
Mar 8 2010
أشار الأسواني إلى أنه لا يكتب مقالاً سياسياً بمعنى تحليل الموقف السياسي
استضافت مؤخراً مكتبة "ألّف" بمصر الجديدة الكاتب والروائي الكبير الدكتور "علاء الأسواني"، في لقاء مفتوح مع قرائه، وبالفعل اكتظت ردهات المكتبة الكبيرة بقرّاء الأسواني.
افتتح الأسواني الحديث بالتعبير عن سعادته بالمكتبة الجديدة، مشيراً إلى أن أي مكتبة جديدة تعتبر نافذة جديدة، ليس على الثقافة فحسب، ولكن نافذة للمستقبل الذي تستحقه مصر والذي تأخّر طويلاً.
وأشار الأسواني إلى أنه منذ 15 عاماً كان افتتاح مكتبة نوعاً من التصرّف الجنوني، وكانت المكتبات تباع وتتحوّل إلى محال تجارية، وكان هناك حالة انصراف كامل عن القراءة، لدرجة أن المكتبات العريقة التي ظهرت منذ أجيال أرهقت، أما ما يحدث الآن في مصر من افتتاح المكتبات وإقبال الناس على القراءة فهو جزء من الاستيقاظ والصحوة تمر بها مصر، فلا يستطيع أحد إنكار أن مصر اليوم في حالة مختلفة عن مصر من عشرين عاماً، هناك حالة من الاستيقاظ العام، الشعب المصري والمجتمع المصري الآن بدأ يتعافى من المرض ويسترد صحته من جديد.
وأشار الأسواني إلى وجود علاقة وثيقة في تزامن عودة الناس إلى القراءة بظهور جيل جديد من المدونين مرتبط بوعي سياسي، إضافة إلى صحوة سينمائية بعد حالة من الانحطاط، حيث يرى د.الأسواني كل هذه الظواهر متصلة وكلها مرتبطة.. حالة من الزخم في المجتمع المصري كلها تسعى إلى التغيير.
وحول مقالاته الصحفية، أشار الأسواني إلى أنه لا يكتب مقالاً سياسياً بمعنى تحليل الموقف السياسي ونتائج هذا الموقف، ولكن كتابة المقال هو عبارة عن رؤيته للمجتمع وكل ما يتعلق به من ظواهر.
وفرّق الأسواني بين العمل السياسي والعمل العام، مشيراً إلى المجتمعات الديمقراطية تعي هذا الفارق؛ حيث إن العاملين بالسياسة سعياً لمنصب ما أو لتحقيق فكرة ما هذا هو العمل السياسي، بينما كتابة مقال أو النزول لمظاهرة تعبر عن حق معين هو عمل عام.
وأكد الأسواني أن هناك علاقة وثيقة بين العمل العام وبين لقمة العيش، على عكس الفكر الذي يحاول البعض -دون أن يسميهم- الترويج له بأن العمل السياسي والعام ليس له علاقة بلقمة العيش.
وأشار الأسواني إلى أن كتابة المقال وانتماءه إلى حركة وطنية من أجل التغيير لا يعتبر عملاً سياسياً، ولكنه واجب وطني عام حيال وطنه مرتبط بمصلحة الوطن وأولاده، وأنه في حال تحقيق الديمقراطية ألا يتحدّث مرة أخرى في السياسة؛ لأنه في هذه الحالة سوف يشعر أنه أدى واجبه كرجل مصري.
وعن تأثره كأديب في كتابة المقال أشار الأسواني إلى أنه يكتب المقالات بالإحساس قبل العقل؛ لأنه أديب في المقام الأول، وكان يرى في تفاصيل الحياة اليومية الكثير من الأعمال الأدبية التي يجب أن تكتب.
وحول عملية تجميع مقالات الكتاب، أوضح الأسواني أن هناك مقالات أثناء تجميع الكتاب قرر استبعاد إعادة نشرها وتجميعها، حيث توجد مقالات تعتبر تعليقات مباشرة على أحداث سياسية انتهت، وأشار الأسواني إلى أن الكتابين سوف يجمعان في كتاب واحد مترجم إلى أكثر من لغة أجنبية.
وفي سياق متصل قال الأسواني إن الإنسان يجب أن يكون له موقف طالما كان إنساناً، وليس الأديب فحسب، وإذا الإنسان يجب أن يكون له موقف فما بالك بالكاتب؟!! الكاتب معنى قبل أن يكون حرفة ورسالة قبل أن تكون مهنة.
وأضاف الأسواني:
"الكاتب له رؤية للعالم ويريد تغييره، والكتابة -في كافة أشكالها- هي الدفاع عن القيم الإنسانية، فلا يمكن الدفاع عن الحرية في المطلق بينما الحرية مستلبة من البلد التي ينتمي لها الكاتب ولا يتحدث".
واستطرد الأسواني بالقول إن الأديب الكولومبي الكبير جابرييل جارسيا ماركيز له موقف سياسي واضح جداً، هذا الرجل له موقف حيال الانتفاضة الفلسطينة والمذابح الإسرائيلية أوضح من العديد من الكتاب العرب، أن تخلي الكاتب عن الموقف العام في كتابته على أرض الواقع هو انتهازية، هو محاولة لمسك العصا من المنتصف عبر كتابة جمل تقرأ من اليمين ومن اليسار، أو كما يقوم البعض بخوض معارك جزئية يسهل النضال فيها، مثل قصيدة تمت مصادرتها فيتم الدفاع عنها في معركة سهلة لذيذة لا تكلف هذا الكاتب شيئاً أكثر من بيان يصدره، واستعجب الأسواني من هذه الفئة التي تدافع عن حق القصيدة ولا تدافع عن حق الشعب، إذ لا بد للكاتب أن يكون موقفه متماسكاً، فلا يدافع عن الشيء السهل ويترك الشيء الصعب.
وتحدّث الأسواني بصراحة حول بعض المشاهد التي يرفضها جزء من القراء في رواياته، مشيراً إلى أن لها غرضا دراميا وليست من أجل الإثارة، موضحاً أنه في عام 2010 سوف يكون من الغباء أن يقوم شخص يسعى إلى الإثارة أن يقرأ عملاً يقترب من الستمائة صفحة بحثاً عن الإثارة، ويقرأ موقف لم يحدث من الأصل، بينما هناك طرق أخرى اليوم للوصول إلى الإثارة، لذا فإن هذه الأجزاء في الرواية موظّفة لغرض درامي في الرواية، وليس الغرض منها الإثارة.
وأشار الأسواني إلى أنه ضد كافة أنواع الرقابة، باستثناء رقابة السن، مشيراً إلى ما بعد سن الثامنة عشر من حقه الاطّلاع على الفن والعلوم.